كيف يحيي القرآن قلبك

عندما تقبل على كتاب الله مستشعر أن خطاب الله عز وجل موجه اليك يحمل فى طياته مفاتيح السعادة فى الدنيا والاخرة بهذا الشعور تكون مهيأ للتغيير الذى يقوم به القران.
قد تقول:اننى أشعر بحاجز نفسى بينى وبينه يمنعنى من الانتفاع الحقيقى به ولا أدرى ما السبب..؟
أقول لك: نعم انه من الصعب علينا فى البداية أن ننتفع بالقران بسبب ما ورثناه من أشكال التعامل الخاطىء مع القران ولذلك فان عودتنا الى القران تحتاج الى وسائل سهلة وعملية محددة تعيننا على الاقبال على مأدبته والدخول الى عالمه بصورة متدرجة



من أهم الوسائل التى تحقق هذا الغرض



الانشغال بالقران:

بمعنى أن يصبح القران هو شاغلنا الشاغل ومحور اهتمامنا وذلك بالمداومة اليومية على تلاوته فبقدر ما سنعطى القران سيعطينا فتغير القرانى يطىء هادى ولكى يؤثر ثماره لابد من الاستمرارية


تهيئة الجو المناسب:


فالمكان الهادى يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة ويسمح لنا بالتعبير عن مشاعرنا اذا ما استثيرت بالبكاء والدعاء,ويكون وقت النشاط والتركيز لا وقت التعب والرغبة فى النوم لكى يقوم بعمله فى التغير


القراءة المتأنية:


اى قراءة هادئة مسترسلة سليمه النطق ولا تدفعنا الرغبه فى ختم القران اكثر من مرة فى رمضان مثلا الى سرعة القراءة فقد ختمناه عدة مرات ماذا فعل بنا؟ وماذا غير فينا؟ ليكن تنافسنا على المعانى المستخرجة من الايات لا فى كم القراءة


التركيز والتجاوب مع القراءة:


أى نقرؤه بحضور ذهن فاذا سرحنا علينا ان نعيد الايات التى شردت الاذهان عنها لنفهم المراد من الاية(فقد كنا نفعل ذلك اثناء المذاكرة ) سنجد صعوبة بسبب تعودنا على التعامل مع القران كألفاظ مجردة من المعانى ولكن بالمثابرة سنعتاد بمشيئة الله القراءة بتركيز ونعلم أنه خطاب الله لنا ويشمل اسئلة واجوبة ووعد ووعيد واوامر ونواهى علينا ان نتجاوب معه بالرد على الاسئلة وتنفيذ الاوامر بالتسبيح والحمد والاستغفار والسجود عند مواضع السجود والتامين على الدعاء والاستعاذة من النار وسؤال الجنة فقد كان ذلك من هدى نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام


ترديد الايات التى تؤثر فى القلب



لحظات التجاوب والانفعال التى نشعر بها فى دعائنا وصلاتنا وقراءتنا للقران تؤدى الى زيادة الايمان فى قلوبنا فعلينا أن نستثمر الفرصة ونعمل على دخول اكبر قدر ممكن من نور الايمان الى القلب بترديد الاية التى اثرت فينا والا نمل من ذلك وهذا ما كان يفعله الصحابه والسلف الصالح رضوان الله عليهم فبترديد الاية تتولد فى داخل العبد طاقة عليه أن يحسن تصريفها بالبكاء والدعاء


ولنستمر على قراءة القران بهذه الطريقة طيلة حياتنا فان كنت تريد السعادة لك ولاهلك فعليك العودة الى القران وان كنت تريد العزة والنصر لامتك فتمسك بالقران ففيه كل ما تحتاجه



ولا تنسى وانت تعيش فى أجواء القران وتغترف من معينه وتتذوق من خلاله حلاوة الايمان ،أن تدعو لى وكل من كان له الفضل على وللمسلمين فى كل مكان بالمغفرة والرحمة وحسن الخاتمة
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعاىاله وصحبه وسلم تسليما كثيرا